القصر المشنشن



يرد هذا الاسم عند الحديث عن الأوقاف القريبة من المروة حيث موقعه، فهو يقع في أول شارع سويقة من حارة الشامية
كما ورد في الكشوفات.

تبلغ مساحته 24 قيراطا، ويتكون من عزلتين وعشرة دكاكين بأسفله على جهاته الثلاث وفيه ديوان ومنافع أخرى.
كان من أشهر معالم مكة في تلك القرون الماضية، إلا أنه مجهول المنشأ والمالك والتاريخ، ولكن بعض الوثائق أثبتت بأنه من عمارة الملك الأشرف قايتباي، ذكر ذلك المؤرخ الشاب حسام عبدالعزيز مكاوي من خلال الوثائق التي عمل على نشرها وإظهارها.

وورد في الكشوفات المتعلقة به أنه محدود بحدود أربعة : شرقا المشعر الحرام خط المسعى، ومن الغرب الرحبة الكائنة بأول سويقة، وشمالا وقف المرحوم مرجان آغا كاتم السر، ويمينا الشارع الأعظم المتصل بالمسعى بأول سويقة.

ولا يعرف لماذا سمي بالمشنشن هل هو من الشناشن النحاسية التي تعلق على الدواب وتصدر أصواتا ؟
أم هي من اللهجة المكية الدارجة بمعنى المزخرف ؟ لا سيما أن بعض المكيين الباحثين التقوا ببعض من شاهد هذا القصر من كبار السن الذين أدركوه وأفادوا بأنه كان مصبوغا ومزخرفا.

وكان هذا القصر مشاعا على عدد من المحتكرين الذين وردت أسماؤهم في الصكوك الوقفية، منهم إبراهيم بن عبدالرحمن مفتي الصديقي رحمه الله، وكانت حصته منه ثمانية قراريط من أصل 24 قيراطا، أفرغ منها أربعة قراريط باسم علي وحسن وفاطمة ورحمة أولاد الشيخ سراج بن عمر رحمهم الله، كان ذلك سنة 1355هـ، في ذي الحجة.

وممن له نصيب في حكر هذا القصر أيضا الشيخة صالحة بنت عمر مفتي الصديقي رحمها الله، كانت حصتها قيراطا واحدا وثلث قيراط شائعين في أصله.

وصف هذا القصر في الكشف رقم 168 صحيفة 89 بما نصه: (الشهيرة هذه الدار في محلها بالقصر المشنشن شهرة تامة تغني عن تحديدها وزيادة وصفها).
ثم تتابع عليه السكان فيما بعد إلى أن أزيل في التوسعات السعودية.


بقلم الباحث المكي : حسام عبدالعزيز مكاوي
نُشر في جريدة مكة بتاريخ : السبت 5 ربيع الأول 1436 - 27 ديسمبر2015