سلامٌ إليكَ من أهل مكة | في رثاء الشيخ عبدالحميد القطان


في لحظةٍ خفقَت لها قَلبي وحُبستْ منها نفسي وتَدافَقت فيها مَشاعري، لحظةُ لوعةٍ وألم، لحظةُ حزنٍ وكدر، لحظةَ تلقيتُ فيها خبرَ وفاةِ الشيخ عبدالحميد محمد القطان ، الوالد والصديق  

يا أيها النّاعي جَرَحْتَ قلوبَنا *** وأَثَرْتَ فيها لوعةً وأنِينا
يا أيها الناعي رويْدك، إنّ منْ *** تنعي، أبٌ بحنانِه يسقينا

لحظةُ حقيقةٍ خالدةٍ تقول ” كل نفس ذائقة الموت ” لحظةٌ استعدتُّ  فيها الذكريات ، الذكرياتُ الناصعة، المواقفُ المضيئة، القصصُ المشرفة للرجلِ الجليل، الوالدِ الأصيل ، الشهمِ النبيل ،  لحظة لم أملك إلا أن أقول أمامها : ( إنّا لله وإنّا إليه راجعونَ )

جعل الله الجنة مثواك .. وجمعنا في دار الكرامة وإياك، وستبْقى في القلوبِ محبتك وذكراك.


أبا عادل 
رجاحةُ عقل، وسُمُو خُلق، وثِمارُ عمل، سار في دُروب الحياة بخطى ثابتة وهمّةٍ عاليةٍ وحكمةٍ بالغةٍ وسماحةٍ آسرةٍ، سخيُِّ اليد كريمُ النفس، يكرمُ ضيوفه ويحترمُ جُلاسه، روحٌ مُحبة ونفسٌ مرحة.

سلامٌ إليك مني ..!

فراقُك لم يكن سهلاً، رحيلُك تركَ فراغًا في دروب الصداقة والودّ، كنت أبًا حانيًا، وصديقًا وفيًا.


سلامٌ إليك من أهل مكة ..!

رسمَتَ أفعالُك بزهوٍ وبهاء أنّك وجيهُ مكّة المكرمة ، حَملْت همّها وحَفِظت تراثها، وأكْرمْتَ زوّارها، صوّرت أسمى صور الحبّ والوفاء لأهلها ، وثّقتَ عُرى الأخوة والقربى في سبيلها،  تَركْت - يا أبا عادل - سيرةً عطرةً مشرّفة ، وإنسانًا مكيًّا وطنيًّا قل أن يجود الزمان بمثله. 


وداعًا ..
وكأني أرى اليوم طائرًا شامخًا محلقًا في فضاء مكة .. يودّع حرَمَها وأهْلهَا وتُرابها  بحبّ وعشقٍ .. إلى دارِ الخلد.

وداعًا
وقد سبقتْك إلى الله أعمالُك ، ودعواتُ أناسٍ كُنتَ لهم بالسرّ عونًا، يدعون لك بالرحمةِ والمغفرةِ والجنان.


خاص بموقع قبلة الدنيا | بقلم الشيخ  د. مجدي بن سرور باسلوم | تم النشر في 1439/4/21هـ