نستكمل في هذه النشرة الثالثة من سلسلة [ هاجر ] التي تُعنى بالوقفات المشرقة في تاريخ المرأة في مكة المكرمة  .. النشرة الأخيرة تحت عنوان " المرأة والوقف .. ثلاثة نماذج مباركة  " .. ونسلط الضوء فيها على شخصية لها عمل مبارك وأثر كبير في الوقف وخدمة الدين والعلم عبر مشاريع وخدمات جليلة قامت بها في مسيرتها الطيبة , إذ تُعد واحدة من أبرز الشخصيات التي يُشار لها بالبنان في مجال الدعوة
والعلم .

( 3 )

د.فاطمة بنت عمر نصيف

أجرى الله الحنان المنان على يد السيدة فاطمة عمر نصيف العديد من الأوقاف في مكة المكرمة وجدة.
وتعتبر من أبرز الشخصيات الدعوية النسائية في المملكة , وقد نشأت في أسرة متدينة ، فوالدتها "صديقة " المؤسسة لتعليم البنات في المنطقة الغربية حيث بدأت على يديها أول مدرسة أهلية لتعليم البنات، وكان والدها " شرف الين نزول " المؤسسة لأول مطبعة للكتب الإسلامية في مدينة بومباي بالهند، ويعتبر جدها الشيخ محمد نصيف رجل علم وسياسة وكان يمتلك أكبر مكتبة خاصة، ومن أبرز آثاره المباركة وقف دار الحديث بمكة.

ولقد درست فضيلة الدكتورة فاطمة نصيف تخصص التاريخ بالرياض ثم حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه من كلية الشريعة بمكة المكرمة بجامعة أم القرى، وتولت منصب عميدة قسم الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز، ودرت في هذه الجامعة مدة [19] عاما كما ناقشت وأشرفت على العديد من الرسائل والبحوث العلمية وتعمل الآن رئيسة اللجنة النسائية بهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ورئيسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة.

ولقد طبعت رسالتها في الدكتوراه والتي كانت بعنوان ( حقوق المرأة وواجباتها في الكتاب والسنة ) وترجمت إلى عدة لغات كالإنجليزية والفرنسية والأردية والبنغالية .

ومن أبرز آثارها في مكة المكرمة مدارس الدوحة الأهلية الخيرية للبنات، والتي تأسست عام 1419هـ تحت إشراف وزارة التربية والتعليم.
وبدأت فكرتها من سؤال طرحه الدكتور يوسف العظم: أين محاضن الطفل المسلم؟ ونمت الفكرة وكبرت فبعد مرحلة رياض الأطفال التي يتلقى فيها الطفل جزء عما، تم افتتاح المرحلة الابتدائية، ى حيث تحفظ الطالبة خمسة عشر جزءا وتتوقف عند سورة الكهف، ثم بفضل الله - تعالى -افتتاح المرحلة المتوسطة عام1422هـ .
الخطة أن يتم تثبيت القرآن الكريم إن شاء الله - تعالى -في المرحلة الثانوية.

وأهم أهداف هذه المدرسة:

- توفير بيئة مدرسية متميزة بأساليب تعليمية متطورة.
- تخريج حافظات لكتاب الله - عز وجل -، عالمات عاملات على نور وبصيرة.
- تحقيق النمو المتوازن في شخصية الطالبة دينيا وعلميا ونفسيا واجتماعيا.

وجاءت رؤيتها على النحو التالي:

[صرح تربوي علمي يرتقي بالمجتمع من خلال خريجاته]

وأما الرسالة التي تحملها فهي:

{ تقديم تعليم متميز يهتدي بنور القرآن بأساليب عصرية وفق مبادئ شرعية }
وتصلح فكرة المدرسة نموذجا لمشاريع وقفية تعاونية، مستقبلية حيث كانت البداية في هذه المدرسة مساهمة في تأسيس صرح علمي، ثم وافق الجميع على تحويل المشروع إلى مؤسسة تعليمية غير ربحية.

ولقد قدمت المدرسة خدمات وطنية اجتماعية من خلال توفير ما يقارب من خمسين فرصة عمل لسيدات مكة المكرمة يصرف لهن رواتب تجاوزت المليون ريال سنوياً، بالإضافة إلى الاشتراك الشهري في مؤسسة التأمينات الاجتماعية.

يتم تسديد كل ذلك من الرسوم الدراسية للطالبات. والحمد لله - تعالى -أن المدرسة لا تحتاج إلى أي دعم خارجي فوارداتها تزيد على مصروفاتها. ولكن تتلخص حاجاتها في بناء مجمع حديث متطور يتبرع بإقامته أحد رجالات الأمة المخلصين.

... ... ... ... ...

وفي مقال معنون بــ ( د. فاطمة عمر نصيف ) للكاتبة الدكتورة نورة خالد السعد نُشر في جريدة المدينة .. كتبت فيه عن د.فاطمة نصيف
ما يلي :

كان للدكتورة فاطمة نصيف دور في إنشاء قسم الدراسات الإسلامية وكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة , درّست في الجامعة لمدة (19) سنة، كما ناقشت وأشرفت على العديد من الرسائل والبحوث العلمية وكانت المشرفة على شطر الطالبات لأعوام عديدة مضيئة تركت أثرها وبصمتها في نفوس أجيال من الخريجات في مختلف التخصصات، جميعهن الآن رائدات في وظائفهن.

حاليا هي في كل موقع للدعوة، ولاستثمار المواهب العلمية والدعوية، وتعمل الآن رئيسة للجنة النسائية بهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. ولها مؤلف عن (حقوق المرأة وواجباتها في الكتاب والسنة) وقد طبع هذا الكتاب باللغات: العربية والانجليزية والفرنسية والأردية والبنغالية. ولديها أيضًا عدد من المؤلفات: (الكفاءة في النكاح) طبع في عام 1410هجرية و(خلق المسلم على ضوء الكتاب والسنّة) في عام 1415هجرية و(الإفرازات الطبيعية عند المرأة بين الطهارة والنجاسة) في عام 1415هجرية، وكتاب (الأسرة المسلمة في زمن العولمة) الذي طبع في 1427هجرية..

و للدكتورة فاطمة دورها في المشاركة في المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية الخاصة بالمرأة أو قضايا الأسرة أو الإعجاز العلمي.. وتتمتع بعضوية العديد من اللجان والهيئات العالمية والاستشارية وترأس حاليًا اللجنة النسائية بهيئة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة منذ عام 1424هجرية.

من يعرفها لا يستطيع أن يقف منها ممانعا حبها أو مقصرا في احترامها، تعيش برقة النفس المؤمنة التي قلما تتوفر بجميع خصالها في إنسان واحد. منذ طفولتها حملت هم الدعوة إلى الله وتصفية النفوس من أدرانها اليومية.

كانت ترافق والدتها السيدة صديقة فعاشت هم الدعوة منذ الطفولة.
منذ تلك الفترة إلى الآن، وهي لم تتغير في مفهوم العمل الدءوب والمستمر كي تنتشر مساحات الوعي الديني والإيماني والنوراني.

د. فاطمة نصيف، الأخت الكريمة الداعية، والغالية تحصد أعلى الأصوات في انتخاب أعضاء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وتم انتخابها ضمن ثلاثين عالمًا من مختلف الدول الإسلامية؛ فكانت إحدي ثلاث نساء داعيات في عضوية الاتحاد . ونالت جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي لهذا العام وتسلمت جائزتها في البحرين
في حفل رعاه ملك البحرين.

جزى الله الأخت الدكتورة فاطمة عمر نصيف خيرًا على ما تقوم به من عمل دعوي واجتماعي لخدمة الدين ثم المرأة والمجتمع وجعله الله في موازين حسناتها.



المرجع : الملتقى السنوي الثاني عشر للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت
بقلم الدكتورة : نورة حسن قاروت
- ( دكتوراه في الشريعة والدراسات الإسلامية  / الفقه والأصول )
- أستاذ مشارك بجامعة أم القرى .

مقال نُشر في جريدة المدينة : للدكتورة نورة خالد السعد بتاريخ :
الجمعة 13-8-2010

أعدّه ونسقه للنشر بالموقع .. عضو إدارة محتوى قبلة الدنيا :
ضحى الحرازي