الشيخ المطوف مصطفى بن محمد بن مصطفى بياري

 


ولد المطوف مصطفى بياري علم ١٣٥٦هـ بمكة المكرمة وينتمي لأسرة ال بياري المكية العلوية الهاشمية العريقة التي اشتهرت بمهنة الطوافة ابا عن جدا. نشأ وترعرع بمحلة الشبيكة وكانت مقرا للاسرة .



ووالده الشيخ المطوف محمد بياري حيث كان يخدم ويستقبل الحجاج بمنزله وكان كل من في البيت يخدمهم بما فيها والدة المطوف مصطفى بياري المرحومة المطوفة رحمة بنت صالح بياري والتي كانت تعد للحجاج الطعام وتقدم كل ما من سبيله راحتهم وتيسير نسكهم.


درس المطوف مصطفى بن محمد بياري الابتدائية وبمعهد المعلمين الثانوي بمكة المكرمة والتحق بالوظيفة الحكومية مبكرا اضافة لمهنة الطوافة ونظرًا لكبر والده ثم وفاته رحمه الله فقد تحمل الشاب مصطفى بياري انذاك المسئولية صغيرا  ليرعى والدته واخوانه وأخواته الصغار وكان لهم نعم السند بعد الله سبحانه وتعالى فكان الاخ والأب حتى تعلموا وتزوجوا وكلافيما بعد حمل مسئوليته وقد قدم أسرته وبداها على نفسه، فتزوج في سن يعتبر متأخر في ذلك الحين وهوالخمس والثلاثين عاما ورزق بثلاث أبناء هم الدكتور محمد، والاستاذ بندر، والدكتور حسن.

عمل المطوف مصطفى بياري بوزارة المعارف وتدرج بالوظائف من كاتب الى امين مكتبة الى ان انتقل الى فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة والذي تحول الى جامعة ام القرى فكان من الرعيل الاداري الأوائل الذي خدم ووضع لبنات هذه الجامعة فكان مديرا لادارة الامتحانات لعمادة القبول والتسجيل وأسس مركز الاتصالات الإدارية والمكتب السري وكان مديرا لهما ثم تقاعد في العام ١٤١٦هـ.



وبحكم علاقاته بالتعليم وبمهنة الطوافة فقد كان من المحبوبين عند الناس سباقا الى مساعدتهم وقضاء حاجاتهم حتى بعد ان تقاعد. واشتهر بالصدق والامانة وكان معروفا بكلمته القوية وترفعه بين اصحاب المهنة وبالوسط المكي.

كان مكافحا وصنع نفسه بنفسه من الصفر بفضل الله وتوفيقه فعمل بجانب وظيفته بمهنةالاباء والاجداد وهي الطوافة بخدمة حجاج بيت الله الحرام وقد تشرب هذه المهنة صغيرا، فصنع له اسما وكيانا منفصلا حتى وفي حياة والده.

كان مكتبه معروفا بشارع ابراهيم الخليل ببداية المسفلة وبزفاق البوقري بجوار بيت الله الحرام وقد ساعده اخوته الشيخ رشاد رحمه الله وعدنان رحمه الله والسفير احمد بعض الأحيان والشيخ فائق حفظه الله ورعاه.

جاب المطوف مصطفى بياري البلدان مسافرا  والعربية منها بالتحديد وبعض الدول الافريقية لكي يستقطب الحجاج فكانوا حجاجه بفترة السبعينات والثمانينات والتسعينات الهجرية من العراق وسوريا ولبنان والأردن ومصر وليبيا والجزائر والمغرب والسودان وجزر القمر.

 إضافة لخدمة حجاجه كان وكيلا بنفس الوقت للمطوف الشاعر الكبير  ورحيم العائلة الشيخ محمد حسن فقي وكان جل حجاجه من افريقيا غير العربية.

ومع تأسيس المؤسسات الاهلية التجريبية للطوافة والتي ثبتت لاحقا في بدايات الألف واربعمائة الهجرية تخصص المطوف مصطفى بياري بخدمة حجاج المملكة المغربية فقط والتي تربطه وحجاجها علاقة وتاريخ يمتد الى الستين سنة.

اشتهر المطوف مصطفى بياري بالمغرب وكانت تربطه علاقات مميزة بمسئوليها ابتداء من وزارة الاوقاف الى الداخلية والى البلاط الملكي بنيت على السمعة الطببة والحسنة والصدق والامانة فتحولت تلك العلاقات الى إنسانية وصداقات شخصية وامتدت حتى بعد ان ترك المطوف مصطفى بياري مهنة الطوافة بحكم السن والمرض تاركا ورائه إرثا من الحب والاحترام والتقدير وسمعة تمتد الى طيف كبير من الحجاج المغاربة ينتمون الى كافة المدن المغربية، وحيث مازلت الأجيال الجديدة من وزارة الاوقاف المغربية يسألون عنه ويطمئنون عليه وحتى كتابة هذه السطور.




يقول ابنه الدكتور محمد بياري الطبيب الأكاديمي عضو مجلس ادارة المؤسسة الاهلية لمطوفي الدول العربية : لقد عاصرت الوالد صغيرا وكبيرا  وهو يعمل بمهنة الطوافة وكان آخر همه واهتمامه المادة والمال وكان من الرعيل الذين يقدمون خدمة وراحة الحجاج على اي شئ وكان يبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام حريصا على سمعته العطرة ليترك الأثر الطيب الجميل.

ترك العمل في حج ١٤٢٦هـ ولكن ظل قلبه معلق بالحج والحجاج، كيف وقد أمضى عمره كله متشرفا بخدمة حجاج بيت الله الحرام فقد كان لديه مكتب بفندقه بمنطقة الحفائر بشارع أم القرى وكان يداوم فيه وكأنه على رأس العمل بالحج ويسعد ويفرح فقط بالنظر للحجاج السائرين الى ومن الحرم وكان يقدم المساعدة والنصيحة لاصحاب المكاتب المجاورة لفندقه من الشباب الذين يخدمون الحجاج بكل حماس وتفاني.





بارك الله في الشيخ المطوف مصطفى محمد بياري فقد كان مثالا المطوف الحق بكل صفاته العظيمة وأدام عليه ثوب الصحة والعافية وغفر له وأثابه واصلح له عقبه وَذُرِّيَّتِهِ.


موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا | مشاركة من د.محمد بن مصطفى بياري | تم النشر في 1439/4/16هـ .