سلسلة ( هاجر ) .. المرأة والوقف 1-3 | السيدة عائشة الظاهرية


https://d.top4top.net/p_723ncego1.png

مقدمة :

لا يكاد يخلو تاريخ مكة المكرمة من وقفات مشرّفة للمرأة المكيّة ساهمت من خلالها في حدث نوعي أو مرحلة نهضوية في البدايات المشرقة في أم القرى .. ومن هذا المنطلق جمعنا أبرز الوقفات المشرقة في تاريخ المرأة في مكة المكرمة لنسلط عليها الضوء بالتعريف ... تحت سلسلة بإسم ( هاجر ) وهي السيدة الأولى التي سجّل اسمها تاريخنا الإسلامي القويم كأنموذج مضيء يُحتذى بهِ.

وفي هذه النشرة الأولى للسلسلة سنتعرّف على ثلاث سيدات كنماذج سجّل التاريخ المكّي أسمائهن في سجلات " الوقف " في أطهر بقاع الأرض المقدسة .


( 1 )

[ السيدة عائشة الظاهرية - رحمها الله - ]

اسمها: عائشة بنت على بن عبد الله بن عطية الرفاعي المغربي الشهيرة بالظاهرية توفيت عام 837هـ - 1433م .

عرفت بالصلاح والعبادة وكثرة الذكر، ولها بر ومعروف. من أوقافها رباط الظاهرية، الذي يقع بحي بأسفل مكة في الحي الذي يعرف اليوم بحي المسفلة، واكتسب اسمه " رباط الظاهرية " من اسم الواقفة
ولم يذكر المؤرخون سبب شهرتها بالظاهرية.

وورد أنها الواقفة كانت تقيم كل يوم سبت اجتماعًا يحضره عدد من النساء لذكر الله وتلاوة القران الكريم وشيء من الأوراد، يختم ذلك كله توزيع الطعام على الحاضرين.

وحفظت المصادر أسماء ثلاثة من النظار لهذا الرباط ومنهم اثنان من النسوة ، وهم :

الشيخة تجار بنت أحمد المصري ( توفيت : 862هـ - 1457م ) تولت مشيخة الرباط بعد وفاة الواقفة ، كما واصلت إقامة الاجتماع الأسبوعي التي كانت تقيمه الواقفة لذكر الله - تعالى - ، وكان لها نشاط آخر في بيتها بشعب علي - رضي الله عنه - حيث كانت تقرئ القرآن العظيم , مما يشير إلى حسن اختيار السيدة الفاضلة عائشة الظاهري لمن يخلفها على وقفها مما يدل على حس إداري عال.

الشيخ عمر بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف المرشدي المصري (818 هـ - 862 هـ) الموافق : ( 1415م 1457م ) ولد بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن ، وناب في إمامة المقام بالمسجد الحرام ، وكانت توليته النظارة لمدة أشهر عرف بالسكون والبركة.

وممن تولى النظارة: هاجر بن قاضي الفيوم محب الدين بن كريم الدين العقيلي، وتدعى فائدة (ولدت بعد 790هـ - 872 الموافق 1388م 1467م) لازمت عائشة الظاهرية ، وتولت مشيخة الرباط، وأقامت الاجتماع السنوي التي كانت تقيمه الواقفة، كما أنها كانت قابلة تقوم بتوليد نساء مكة، وكانت تعظ النساء وتحضهن على الخير، وعرفت بكثرة صلاتها وقيام الليل والطواف.

كما وقفت السيدة المباركة عائشة الظاهرية دارًا مطلة على المسجد الحرام عند باب الصفا أحد أبواب المسجد الحرام من الجهة الجنوبية منه.

واستأجر هذه الدار فعمرها وأصلحها رجل يدعي : إبراهيم ابن الزمن لا تعرف له ترجمة سخره الله الكريم ليحي أوقاف تلكم السيدة العظيمة والأعجب ما نقله لي سعادة الدكتور / حسن الحجاجي بعد مرور مئات السنين على أوقاف تلك السيدة المباركة حيث أصبحت تلكم الأوقاف غير صالحة للسكنى وتوقفت غلتها ويسخر الله - عز وجل - لها من جديد من يحييها , وكانت هذه المرة على يد رجل الأعمال المعروف ببره وحبه لمكة المكرمة الشيخ عبد الرحمن بن عبد القادار فقيه ,  فبعد ستة قرون لم تنشر أوقاف عائشة الظاهرية، بل تعود بركتها وتعود ثمارها من جديد وتدر أرباحًا بملايين الريالات، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.




المرجع : الملتقى السنوي الثاني عشر للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت
بقلم الدكتورة : نورة حسن قاروت
- ( دكتوراه في الشريعة والدراسات الإسلامية  / الفقه والأصول )
- أستاذ مشارك بجامعة أم القرى .

أعدّه ونسقه للنشر بالموقع .. عضو إدارة محتوى قبلة الدنيا :
ضحى الحرازي