المُحدث الشيخ عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق بن سراج الدين المكي الحنفي ( ١٣٦٦ - ١٤٣٨ هـ )

ترجمة المُحدث الشيخ عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق بن سراج الدين المكي الحنفي ( ١٣٦٦ - ١٤٣٨ هـ )
              
اسمه : أبو عبد الرؤوف عبد الحفيظ  بن ملك عبد الحق بن سراج الدين المكي الحنفي.

ولادته : ولد في عام ١٣٦٦هـ ، في مدينة أمريتسار بإقليم بنجاب.

أصوله : أصوله كشميرية استقر جده في إقليم البنجاب منذ ما يزيد عن الخمسين عامًا. وكان جده الأكبر راجا عبد السلام ملك أحد أئمة وحكام القبائل، و (راجا: يعني الحاكم باللغة الأردية) ، حكم منطقة "كوليقم" المحيطة بإسلام آباد الكشميرية آنذاك. وقد أسلم راجا عبد السلام ملك على يد السيد الكبير علي الهمداني ، أحد زهاد وعلماء القرن الرابع عشر الميلادي ، والذي قَدمَ إلى بلاد كشمير للدعوة إلى الله.

ثم انضمت عائلة الشيخ مع جموع المسلمين المهاجرين إلى باكستان لتكوين دولة إسلامية هناك ، وكانوا قد اختاروا مدينة  "لايلبور" مقرًا لهم و سُميت فيما بعد باسم "فيصل آباد" على اسم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله والذي بنى بها مسجدًا جامعًا ضخمًا.

ونظرًا للظروف المضطربة أخذ والد الشيخ زمام الأمور وسافر إلى مكة المكرمة بمفرده عام ١٣٧٢ هـ ، وهيأ لأسرته الأمور في مكة المكرمة فعاد إلى فيصل آباد ، وفي عام ١٣٧٣هـ هاجر بأهله إلى مكة المكرمة قاصدًا المجاورة ببلد الله الحرام ، ولما كان لوالده الشيخ عبد الحق ملك دورًا رياديًا في مجال تصنيع المعادن (صاحب مصانع المعادن العمومية) مُنح الجنسية السعودية عام ١٣٨٠ هـ .

نشأته : بدأ رحمه الله بقراءة القرآن الكريم على جدته (رحمها الله) والتي كانت تدرس القرآن الكريم لأطفال المسلمين في فيصل آباد . وفي عام ١٣٧٣هـ اكمل قراءة وتجويد القرآن الكريم على الشيخ القارئ عبد الرؤوف المُدرس بالمدرسة الصولتية في مكة المكرمة ، وفي عام ١٣٧٤هـ التحق بالمدرسة السعدية الابتدائية ولازم فيها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله حافظ الحنفي حفظه الله ورعاه.

ثم التحق بمدرسة الزاهر المتوسطة ولازم فيها الفقيه المالكي و الأصولي الشيخ علي الكنوي المُدرس بكلية الشريعة بمكة المكرمة قسم الدراسات العليا فيما بعد رحمه الله تعالى (ت: ١٣٩٩هـ) ، فالثانوية العزيزية ولازم فيها الأستاذ الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية حفظه الله ورعاه وتخرج عام ١٣٨٤هـ ، وفي عام ١٣٨٥هـ سافر إلى الباكستان ولازم أمير جماعة التبليغ الشيخ يوسف الكاندهلوي رحمه الله تعالى مؤلف كتاب (حياة الصحابة) عامًا كاملًا آخذًا منه التربية والتزكية. وفي خلال هذا العام حظي بصحبة الشيخ إنعام الحسن والذي أصبح أميرًا للجماعة بعد وفاة الشيخ يوسف الكاندهلوي ولمدة ٣٠ عامًا. وبعد الحصول على الإذن من والده و من أمير جماعة التبليغ في الدعوة والتربية الشيخ إنعام الحسن بايع (شيخ الحديث) الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي مؤلف كتاب (أوجز المسالك) ليصبح تلميذه في التربية والسلوك  والتزكية ، وفي عام ١٣٨٦ هـ عاد إلى مكة المكرمة ومكث بها يمارس نشاط التبليغ داخل البلاد مع قراءته ودراسته للكتب الشرعية (أو ما يسمى بالدرس النظامي في المدارس الديوبندية حول العالم أجمع) وهي دراسة الشريعة الإسلامية (الفقه على المذاهب الأربع ، وعقائد أهل السنة والجماعة في علم الكلام والتوحيد وباقي علوم الآلة) ، وفي عام ١٣٨٧هـ سافر  إلى جامعة مظاهر العلوم الواقعة في شمال الهند في مدينة "سهارنبور" لتكملة الدراسة الشرعية وهي مرحلة الموقوف عليه (كما تُسمى في المدارس الديوبندية حول العالم) ، وبعد تكملة الموقوف عليه عاد إلى مكة المكرمة  وبدأ العمل في التدريس بالمدرسة الصولتية عام ١٣٨٨ هـ. ثم رجع مرة أخرى إلى "سهارنبور" واكمل دور الحديث (دراسة الصحاح الستة دراسة دراية ورواية وتحقيق وتدقيق) تخرج عام ١٣٨٨ هـ وحصل على المركز الأول.

شيوخه :
١- جدته أول من أخذ عنها القرآن الكريم.
٢- والده الشيخ عبدالحق ملك. أخذ عنه مبادئ القراءة والكتابة والحساب و الشريعة.
٣- الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي. أخذ عنه نصف صحيح الإمام البخاري مع السلوك والتربية.
٤- الشيخ المفتي مظفر حسين. تمم عليه بقية صحيح الإمام البخاري والجامع الصحيح للترمذي والشمائل للترمذي أيضًا.
٥- الشيخ محمد يونس الجانفوري. أخذ عنه صحيح الإمام مسلم والنسائي وابن ماجه وموطأ الإمام مالك وموطأ مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني.
٦- الشيخ محمد عاقل الحسني المظاهري. أخذ عنه سنن أبي داود.
٧- الشيخ أسعد الله الرامابوري. أخذ عنه شرح معاني الآثار للطحاوي.
٨- الشيخ محمد ياسين الفاداني (مُسند العصر). أخذ عنه الأوائل السنبلية والمسلسلات وأولها الحديث المسلسل بالأولية "الرحمة" وأوائل وأوآخر الكتب الحديثية.
٩- السيد علوي بن عباس المالكي الحسني. أخذ عنه جملة من العلوم (التفسير و الحديث والعربية والفقه المالكي). وحضر دروسه العامة بالمسجد الحرام.
١٠- السيد محمد أمين كتبي الحسني الحنفي. أخذ عنه التفسير والحديث والعربية والفقه الحنفي ، وحضر دروسه العامه بالمسجد الحرام .
١١- الشيخ القاضي الأصولي حسن بن محمد المشاط المالكي. أخذ عنه الحديث والعربية والأصول والفقه المالكي ، وحضر دروسه بالمسجد الحرام.
١٢- الشيخ الدكتور عبد الله بن علي بن أحمد حافظ الحنفي حفظه الله ورعاه إمام وخطيب مسجد الوزة بشارع الستين بمكة المكرمة. أخذ عنه أوائل العلوم والفنون وخصوصًا في المدرسة السعدية الابتدائية ، وفي داره ومسجده.
١٣- الشيخ الأصولي واللغوي والفقيه المالكي علي بن بكر الكنوي. أخذ عنه في مدرسة الزاهر المتوسطة ، كما أخذ عنه الأصول والفقه والعربية ، وحضر دروسه بالمسجد الحرام.
١٤- معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وأستاذ الفقه وأصوله والمؤرخ المكي حفظه الله ورعاه. أخذ عنه في المدرسة العزيزية الثانوية الشريعة والعربية.
وغيرهم من علماء الحرمين الشريفين والعلماء الوافدين وعلماء العالم الإسلامي.

وظائفه ونشاطه :
١- مُدرسًا بالمدرسة الصولتية من عام ١٣٨٨هـ إلى أن تُوفى وبصفة متقطعة.
٢- مُدرسًا بمنزله بمدينة مكة المكرمة. (باللغة العربية واللغة الأردية ).
له درس اسبوعي باللغة الأردية بعد صلاة العشاء كل يوم أربعاء ، أسسه عام ١٤١٠ هـ ، وله درس باللغة العربية بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع ، أسسه عام ١٤٢٠هـ .
٣- مُلازمًا للشيخ محمد زكريا الكاندهلوي حتى وفاته بالمدينة المنورة عام ١٤٠٢هـ .
٤- مؤسس وصاحب المكتبة الإمدادية، أسسها بأمر شيخه زكريا الكاندهلوي عام ١٣٩٣هـ بمكة المكرمة.
٥- مؤسس حركة ختم النبوة العالمية ومقرها الرئيسي بمدينة لندن ببريطانيا.
٦- مشرف على مجلة أنوار ختم النبوة الصادرة من مدينة كراتشي بباكستان.
٧- رئيس لجنة مساعدة مهاجري كشمير برابطة العالم الإسلامي ولعدة سنوات وله دور كبير وفعال.
٨- مؤسس مطابع الرشيد بالمدينة المنورة، وسلمها لأخيه الشيخ عبد الوحيد.
٩- شارك في أول مؤتمر ضد القاديانية بلندن عام ١٩٨٥م.
١٠- شارك في مؤتمر ضد فكر سليمان رشدي بلندن عام ١٩٨٩م.
١١- مساند كبير لجماعة التبليغ في الهند والباكستان.
١٢- يشارك وبصفة مستمرة سنوية في إجتماعات جماعة التبليغ في الباكستان وبنجلاديش.
١٣- يشرف على طابعة كتب السادة الأحناف ذات الصبغة الحديثية.
١٤- متفرغ للدعوة إلى الله تعالى بحاله ومقاله ، بواقع ٧ - ٩ شهور سنويًا.
١٥- ساهم بقلمه فى الكتابة في الصحف والمجلات المحلية العربية والإسلامية والدولية.
١٦- شارك في الكثير من الندوات والمحاضرات المحلية والدولية.

رحلاته الدعوية والتعليمية والتربوية : رحل إلى معظم بلاد العالم نخص بالذكر لا الحصر والتي يتردد إليها بصفة دائمة:
١- الهند. 2- الباكستان. 3- بريطانيا. 4- بنجلاديش. 5- ماليزيا. 6- أمريكا. 7- اندونيسيا. 8- اليابان . 9- زامبيا   1٠- جنوب افريقيا. 11- زمبابوي. 12- الإمارات العربية المتحدة. 13- استراليا. 14- معظم الدول العربية والإسلامية. وغيرها وله بصماته في كل ما ذكر.

مؤلفاته:
١- موقف أئمة السلفية من التصوف والصـوفية.
٢- استحباب الدعاء بعد الفرائض ورفع اليدين فيه.
٣- حكم قراءة القرآن للأموات.
٤- ترجم كتاب شيخه محمد زكريا الكاندهلوي ( تلازم الشريعة و الطريقة إلى العربية ).
٥- شيخ الحديث وإمام المحدثين في عصره الإمام الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي.
٦- طبقات الحنابلة الصوفية.
٧- جماعة التبليغ أكبر جماعة إسلامية.
٨- إمداد السلوك في مسائل السلوك.
٨- شارك في جمع وترتيب وإعداد كتاب شيخه محمد زكريا الكاندهلوي (الكنز المتواري في معادن لامع الدراري وصحيح البخاري) ويقع في ٢٤ مجلد.
٩- ترجم كتاب (بطلان عقائد الشيعة) إلى العربية.
١٠- ترجم كتاب (القليد الشرعي) إلى العربية ، أثبت فيه وجوب تقليد المذاهب الأربعة.
١١- كتب مقدمات لعدة كتب ورسائل.
١٢- له ثبت تحت الطبع باسمه خاص لطلاب الحديث.
وله كتب ورسائل مخطوطة.
ترك مكتبة ضخمه تحتوي النوادر خصوصًا في علم الحديث الشريف بمنزله بحي الهنداوية بمكة المحمية بجوار مسجد الأمير منصور.

وفاته : انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين ١٨ - ٤ - ١٤٣٨ هـ عقب صلاة العصر ، في جنوب افريقيا ، وصلي عليه عقب صلاة فجر يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الثاني لعام ١٤٣٨هـ ، ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة بجوار الشفيع صلى الله عليه وسلم.
تاركًا أربعة أبناء:
١- الأستاذ الشيخ عبد الرؤوف مُدرس بالمدرسة الصولتية.
٢- الشيخ عمر يعمل في التجارة.
٣- الشيخ معاذ يعمل في التجارة.
٤- أنس طالب في المرحلة الابتدائية.

رحم الله شيخنا رحمة الأبرار وبارك في نسله وطلابه الأخيار وجمعنا به في دار القرار في جنات تجري من تحتها الأنهار مع النبي المختار وآله الأطهار وصحبه الأخيار صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم ، بعد طول أعمار وحسن أعمال في خير ولطف وعافية. و إنا لله وإنا إليه راجعون.

للمزيد عن ترجمته:
١- الشيخ عبد الحفيظ ملك عبد الحق المكي ، بقلم الشيخ الجليل أسعد محمود مكي.
٢- ترجمة مختصره في ثبت الإجازة.
٣- ترجمة شفهية منه بعد أن أجازني في الأوائل السنبلية وقراءة أوائل الكتب الحديثية وغيرها.
٤-ترجمة شفهية من ابنه فضيلة الشيخ عبد الرؤوف.
٥- جريدة المدينة المنورة عدد ٢١ - ١٢ - ١٤٣٧ هـ .
٦- جريدة الوطن عدد ٢٤ - ٤ - ١٤٣٨ هـ .
٧- جريدة مكة عدد ٢١ - ٤ - ١٤٣٨ هـ .
٨- مجلة رابطة العالم الإسلامي ، عدد
١٠ - ٢ - ٢٠١٤ م ، وكذا العدد المؤرخ
١١ - ٣ - ١٤٣٧ هـ .
٩- مجلة المدرسة الصولتية بعنوان (فيض السحر المدرسة الصولتية) العدد رقم ٥ ص٩٩.

ترجمة خاصة بموقع قبلة الدنيا من اعداد : أ.محمد علي يماني ( ابوعمار ) | تم النشر في 1438/5/11هـ .