:: الصولتية و 140 عاماً من التعليم :: تقرير مصور ::

روحي وجسمي مُثْقَلٌ بالذكريات وبالمكان ..
وفي الربيع ، أكونُ خاطرةً لسائحةٍ ..
ستكتُبُ في بطاقات البريد : "على ..
يسار المسرح المهجور سَوْسَنَةٌ وشَخْصٌ ..
غامضٌ ، وعلى اليمين مدينةٌ عصريَّةٌ" ..
(محمود درويش من قصيدته : جدارية)



كم هو مؤلم أن ترى أزهر الحجاز (كما لقّبها الملك عبد العزيز) تنهار قاعاً صفصفاً ، وترى 140 عاماً من تاريخ التعليم الأهلي الديني تُنقض عُراها عُروة عُروة ! لقد وقفتُ - للمرة الثانية - على أطلال تاريخٍ حضَنَ واستقطب وخرّج أعلام مشاهير العلوم الشرعية في البلاد والعالم الإسلامي ، واستحضرتُ - إلى جانب مدرسة الفلاح الراحلة سابقاً - بعض الذكريات وليس غيرها الآن ؛ لأن الكلام عن المعالم المكية باتَ حديث ذكرياتٍ مؤلمة تعتصرُ القلب وتثير الشجَن لبقايا أثر لم تفصله مئات السنين بل العشرات أوأقل ، فلله مكة آثاراً ومعاهداً للعلم الأصيلِ كيف فُرّط فيها ؟!

لقد مرّ أكثر من عامٍ على زيارة الفريق الإعلامي بموقع ومنتديات قبلة الدنيا ؛ للمدرسة الصولتية في حفلها السنوي للطلاب المتخرّجين ، وبدعوة كريمة من مديرها الشيخ ماجد رحمت الله ، في حفل بهيج بمبناها العتيق قبل الإزالة - في حارة الباب بالخندريسة ، وكان حفلاً تقليدياً تراثياً على النمط القديم في التعليم الديني الذي تختمُ فيه الكتب الشرعية وتُنالُ فيه الإجازة بالرواية عن سند متصل بالمشايخ الأعلام .

وكنا قد تجوّلنا في مرافق المدرسة وغرفها الدراسية ومكتبتها الخاصة والتقطنا بعض الصور التي تمثّل تاريخاً ثميناً الآن بعد زوال محتواها وإحالته إلى شريط من الذكريات ، وقد انتقلت المدرسة بعد إزالتها إلى مبنى مستأجر بالكعكية .



وإليكم تقريرنا لتلك الزيارة التاريخية ؛لتعيشوا بعض الذكريات والنفحات عن أقدم معاهد العلم الشرعي بمكة المكرمة :

في ضحى يوم الخميس الموافق 23 رجب 1430هـ زار فريق مكاوي - المكوّن من : حسن مكاوي ومحمد علي يماني وحسن شعيب - أقدم مدرسة أهلية في مكة المكرمة المدرسة الصولتية ( أسست عام 1292هـ )وذلك بمناسبة تخريج دفعة العام الحالي من طلابها البالغ عددهم 42 طالباً






























وقد استقبلنا مدير المدرسة الأستاذ ماجد رحمت الله استقبالا حافلاً ، وكانت مراسيم الحفل علميّة بحتة ، حيث اعتاد أساتذة المدرسة من المشايخ ختم كتب الحديث والتفسير وغيرها من المقررات الدراسية في حفل تخرّج الطلاب حتى يجيزون طلابهم بعدها بقراءة ودراسة تلك الكتب بسندهم المتصل إلى مؤلفيها والذي تسلسل معهم في تلقيهم إياها عن مشائخهم ؛ لذلك كان معظم الحفل ختم لتلك الكتب المباركة وعددها تسعة (9) كالتالي : 
1-2 كتابا تفسير لابن كثير ، وتفسير الجلالين ؛ ختمهما الشيخ محمود التلمساني . 



3- كتاب صحيح البخاري ؛ ختمه الشيخ سيف الرحمن المهنّد . 



4- كتاب صحيح مسلم ؛ ختمه الشيخ سيد محمد عبد الكريم . 



5- كتاب سنن أبي داود ؛ ختمه الشيخ حفظ الرحمن الأعظمي . 



6- كتاب سنن الترمذي ؛ ختمه الشيخ عبد الرؤوف عبد الحفيظ ملك . 



7- كتاب سنن النسائي ؛ ختمه الشيخ الدكتور سعيد أحمد عنايت الله . 



8- كتاب سنن ابن ماجه ؛ ختمه الشيخ عثمان عبد الشكور . 



9- كتاب الشمائل للترمذي ؛ ختمه الشيخ السيد عمر الجيلاني . 

هذا ونسبة الطلاب السعوديين بالمدرسة تبلغ أقل من 10% ، وتبلغ بقية الأجناس 22 جنسية من : اليمن ، والسودان ، وسوريا ، وإندونيسيا ، وماليزيا ، والهند ، والباكستان ، ونيجيريا ، وموريتانيا ، وغيرها من بلاد المسلمين . 

وقد حظي حفل التخرّج ببعض الضيوف من الأساتذة والأعلام أمثال : السيد حامد بن علوي الكاف ( من كبار طلاب الشيخ المسند محمد ياسين الفاداني ) ، والأستاذ مبارك القرشي ( عضو المجلس البلدي بمكة المكرمة ) ، والدكتور أحمد محمد المغربي ( مؤلف كتاب القراء الأعلام بالبلد الحرام ) إضافة أولياء أمور الطلاب ومدرسي المدرسة . 


وكان لنا لقاء على هامش الحفل مع داعية أمريكي من أصل إندونيسي هو : كمال محمد ياسين منديلي ، مُقيم بأمريكا منذ 50 عاماً ، وقد افتتح مركزاً إسلامياً دعوياً في كالفورنيا قبل 15 عاماً يدرسُ فيه حالياً أكثر من 50 طالباً كل ما يتعلق بأمور هذا الدين العظيم . 


هذا وبعد ختم الكتب التسعة ، تمّ توزيع الشهادات على الخريجين من يد مدير المدرسة الأستاذ ماجد رحمت الله ، إضافة إلى تكريم الطلاب المتميزين والمنضبطين خلال العام الدراسي ، وتبادل الطلاب مع زملائهم وآبائهم فرحة النجاح والخروج لحياة علمية أخرى يواصلون فيها مسيرة العلم والمعرفة . 




وبعد ذلك توجّه الجميع لصلاة الظهر جماعة بمصلى المدرسة ، ومن ثَمّ وضع طعام الغداء ؛ احتفالاً بهذه المناسبة . بارك الله في جهود القائمين على تلك المدرسة العريقة ، وأدام الله النفع بعلومها وعلوم مدرسيها من المشايخ ، ولا قطع لها عادة الاحتفال بمتخرّجيها .. وفقهم الله تعالى ونفع بهم .

وهذه مجموعة من الصور للمدرسة الصولتية و فصولها تم الحصول عليها من مصادر مختلفة ..









هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 646x812 .


هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هذا الشريط هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 669x454 .




















-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

خبر نشر بجريدة الندوة عن ازالة المدرسة الصولتية و انتقالها الى مبنى مستأجر بالكعكية





( الصولتية ) في الكعـكـيـة بعـــد 100 عــــام فـي الخـنـدريـســـة




مكة المكرمة : أحمد عامر


تعتبر المدرسة الصولتية من اقدم وأعرق المدارس ليس في أم القرى فحسب بل في الجزيرة العربية بأكملها حيث تأسست في عام 1290هـ بجهود ذاتية من العلامة الشيخ محمد رحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي رحمه الله.

وفي صباح يوم الثلاثاء 13/5/1431هـ بدأت آليات ومعدات الازالة والتي تنفذ هدم العقارات في (حارة الباب) بمكة المكرمة لصالح توسعة الساحات الشمالية على ازالة مبنى ومسجد المدرسة الصولتية احد اشهر المباني في مكة المكرمة الذي بني قبل (100 ) عام اي في عام 1330هـ.

هذا ما اكده الاستاذ ماجد رحمت الله ناظر المدرسة واوقافها والمدير العام لها.. واضاف : بأن المدرسة يعود تاريخها الى 1290هـ عندما اسستها السيدة صولت النساء رحمها الله لتدريس العلوم الشرعية.

واشار بأنه صدر اعلان لجنة توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام في الصحف المحلية بتاريخ 24/9/1430هـ بهدم وازالة منطقة (الخندريسة A ـــ 13) الواقعة بها المدرسة الصولتيه ومسجدها ورباطها واوقافها التابعة لها، وقد تم قطع وفصل الخدمات في 15/1/1431هـ وقد سبب هذا الاعلان اسفاً وحزناً للجميع على ضيق وقلة هذه المدة الزمنية من شهر رمضان المبارك والى شهر محرم وبدأ الاستعجال والاسراع في البحث عن موقع بديل مناسب وفي اخلاء المدرسة القديمة وما فيها من ارشيف ومستودعات ومخازن ومكتبات وفصول دراسية واثاث ومكاتب وفيه ما هو اثري وتراثي وقديم منذ 140 عاماً في تلك المنطقة والآن انتقلت المدرسة الى حي الكعكية على خط الليث / اليمن في مبنى مستأجر وبدأت الدراسة فيه يوم السبت 13/3/1431هـ ويقدر عدد الطلاب ما يقرب من 800 طالب ويدرس بها طلاب من جميع المراحل للتعليم العالي يمثلون 32 جنسية مختلفة وكانت العقارات التابعة لمدرسة الصولتية تؤجر كامل السنة وفي رمضان والحج وتصرف غلتها وواردها على المدرسة ومنافعها ومصالحها كما كانت المدرسة مقصداً للآلاف من الزوار من مختلف الجنسيات والطبقات من البلدان العديدة. 

تقرير خاص بموقع ومنتديات قبلة الدنيا مكة المكرمة .. من إعداد وتصوير : حسن مكاوي ، وحسن شعيب .