المنبر الرخامي الأبيض العثماني

وصف المنبر الرخامي الأبيض العثماني بأنه لا نظير له , و قد أمر بعمله السلطان سليمان بن سليم خان العثماني سنة 965هـ وبعد اتمامه قام بإهدائه للمسجد الحرام فوضع في سنة 966هـ مقابل بداية حجر اسماعيل عليه السلام من جهة الشرق للمسجد الحرام و على بعد 13.90م منه ومجاورا لمقام ابراهيم عليه السلام من جهته الشمالية و على يمين باب بني شيبة , و كان لاختيار هذا الموقع ميزة خاصة انفرد بها هذا المنبر الا وهي أن الشمس لا تصل الى موضع الخطيب صيفاً و لا شتاء .

و لم يكن لهذا المنبر عجلات و قد صنع من رخام أبيض بديع و مزين حفر عليه نقوش و زخرفة متقنة , وهو مكون من ثلاث عشر درجة كل درجة بعرض 80 سم , تنتهي بمقعد لجلوس الخطيب , ويبلغ طوله أفقياً 5.80 م و ارتفاعه عن صحن المطاف 10.47م , و عرض قاعدته 1.88م وقد بلغت تكاليف صنعه نحو من ثلاثين ألف دينار من الذهب .

و يشير السنجاري الى ان هذا المنبر أصلح في سنة 1069هـ وظل الى سنة 1383هـ حيث جرى فيها توسعة صحن المطاف و بالتالي استلزم ذلك ارجاع المنبر سبعة أمتار الى الخلف عن طريق تفكيكه الى قطع ثم إعادة تركيبه ونصبه بالموضع الجديد .

وفي سنة 1398هـ وقيل في سنة 1399هـ أمر الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله –بتوسيع صحن المطاف  فنقل الى المحيط الخارجي لصحن المطاف بجوار المظلة وظل هذا المنبر في المسجد الحرام لغرة المحرم سنة 1400هـ حيث تعرضت بعض اجزائه للكسر من جراء سيطرة الفئة الضالة على المسجد الحرام .

ثم جرى بعد ذلك تفكيك ما بقي من المنبر و حفظ هذه الاجزاء بمستودعات المسجد الحرام الى ان استقر وضعها الان بمتحف الحرم المكي , و جرى الاستعاضة عنه بمنبر خشبي صغير على عجلات ليسهل تحريكه الى جوار الكعبة عند الخطبة .

و في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – في عام 1423هـ صنع منبر رخامي على عجلات مكون من سبع درجات وباب بفتحتين و هو الباقي الى وقتنا الحاضر .

المصدر بتصرف : الصحن المحيط بالكعبة المشرفة لد.فوزي ساعاتي | مصدر الصورة : موقع قبلة الدنيا | تم نشر الموضوع في 1437/4/7هـ | مشاركة من حسن عبدالعزيز مكاوي .