ما صحة اعتقاد كثير من الناس أن الطير لا يمر من فوق الكعبة ولا يجلس على جُدرها؟

ما صحة اعتقاد كثير من الناس أن الطير لا يمر من فوق الكعبة ولا يجلس على جُدرها؟

حكيت في رسالة سابقة قول العلامة ابن علان المكي(ت١٠٥٧هـ) ببطلان هذا الاعتقاد ولم أشر إلى معتقديه، فبادر صديقنا العلامة الشيخ يوسف الصبحي بتنبيهنا إلى اوائل من اعتقد هذا الاعتقاد.

فمن اوائل من ذكر أن الحمام لا يقع على الكعبة المشرفة العلامة الجصاص (ت370هـ) في كتابه: (أحكام القرآن) قال: ( فيه آيات بينات ..... وامتناع الطير من العلو عليه وإنما يطير حوله لا فوقه ....)الخ.

وقبله الجاحظ (ت 255هـ) في كتابه: (الحيوان) قال : (ومن خصاله أي البيت أنه إذا حاذى أعلى الكعبة عرقة من الطير كاليمام وغيره إنفرقت فرقتين ولم يعلها طائر منها )، وغيرهم كثير .

قلت: هذا الاعتقاد ليس بصحيح، فقد ذكر العلامة ابن علان المكي(ت١٠٥٧هـ) في كتابه: (نشر ألوية التشريف) أنه شاهد جلوس كثير من الطير على جُدر الكعبة.

صورة حمامة فوق الكعبة المشرفة

وذكر المؤرخ الكردي في كتابه: (التاريخ القويم) خطأ هذا الإعتقاد فقال: (كثير من الناس يظن أن حمام مكة لا يعلو الكعبة المشرفة حرمة لها وإن وقع عليها فإنما ذلك للإستشفاء من مرض أصابه فهذا الظن في غير محله .....الخ ).


كتبها:

إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير

١٠ ربيع أول ١٤٣٧هـ