"متحف مكة" نقطة تلاقي حضارة ما قبل الإسلام وبعده

650

يعدّ "متحف مكة المكرمة للآثار والتراث" أحد أبرز الوجهات السياحية لقاصدي أم القرى من الزوار والمعتمرين والحجاج؛ نظراً لمقتنياته الثمينة النادرة التي تبرز جزءاً من تاريخ مكة المكرمة الحضاري، ابتداءً من عصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي.

 
ويتميّز القصر الملكي بأعمدته الأسطوانية ذات التيجان المذهبة حاملة سقفه العالي الذي يرتفع لأكثر من 15 متراً، بوحداته الزخرفية المكونة من الجبس والزجاج الملون.
 
ويقع هذا المتحف في حي الزاهر بطريق المدينة المنورة، الذي شيده عام 1365هـ - 1946م الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود كقصر للضيافة، حيث استغرق بناء القصر سبع سنوات وتم الانتهاء منه عام 1372هـ - 1952م.
 
ويحتوي المتحف على المصكوكات القديمة، وشواهد من قبل التاريخ وقبل الإسلام وعهد الدولة السعودية، وجناح يمثل مراحل تطور الكتابة، بالإضافة إلى التصميم الهندسي المتناغم مع المعمار الإسلامي، والذي يمتد على مساحة 3425م2 موزعة على ساحة أمامية بمساحة 1200م2، والمبنى الرئيس للقصر بمساحة 1000م2 وملحق خلفي بمساحة 425م2.
 
وجاء افتتاح هذا الصرح الثقافي السياحي في عام 1427هـ برعاية الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، ويضمّ المتحف 15 قاعة موزعة على دورين، الدور الأرضي يتحدث عن الحقبة التاريخية في عصور ما قبل الميلاد وما قبل الإسلام لمكة المكرمة، ثم قاعات الدور الأول عن الفترة الإسلامية ثم عهد الدولة السعودية حتى وقتنا الحاضر وتوسعة المسجد الحرام من عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عهد الدولة السعودية.
 
ويضمّ المتحف قاعة كبار الزوار، ويضم المتحف مقتنيات تاريخية وأثرية وتراثية نادرة، ومنها مخطوط للقرآن الكريم مكتوب بخط اليد يعود لعام 1287، كما تضمّ القاعة مجموعة من الكتب يعود عمر بعضها إلى أكثر من 600 عام، تم حفظها بعناية فائقة لتحافظ على شكلها ولونها.
 
وقد أهدى رجل الأعمال الشيخ عبدالمقصود خوجة مجموعة من السجاد التراثي الذي تمّت صناعته باليد، كما أهدى مجموعة من المخطوطات التي تم عرض مجموعة منها للزوار، وخصص ملحق السطح كقاعة للمحاضرات.
 
وقال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالعاصمة المقدسة الدكتور فيصل الشريف: "توجيهات الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تنصّ على تحويل "صناعة السياحة" بمختلف قطاعاتها وأنشطتها إلى صناعة منتجة، ولذلك سنعمل على تطوير متحف مكة وتحويله إلى معلم تراثي وثقافي للباحثين الأكاديميين والطلاب".
 
وأضاف: "حريصون على حفظ هذا الإرث الحضاري الذي رسخته شريعتنا السمحة، ليصبح مرجعاً تاريخياً يستطيع من خلاله الباحثون والمهتمون الحصول على كل المعلومات التي يحتاجون إليها".
 
وأردف "الشريف": "وجود مثل هذا المتحف سيساهم في تنمية مشاعر المواطنة وتعزيز الصلة بين الباحثين والهوية الحضارية الوطنية الحقيقة في بلاد الحرمين الشريفين".
 

من جهته قال مدير متحف مكة المكرمة عبدالرحمن الثبيتي: "المتحف يفتح أبوابه لمدة ثماني ساعات يومياً، ويستقبل سنوياً أكثر من عشرة آلاف زائر، ويزيد هذا العدد في موسم الحج من كل عام بنحو ثلاثة آلاف زائر من بداية شهر ذي القعدة وحتى نهاية شهر محرم من كل عام".

المصدر : صحيفة سبق الالكترونية