«مسجد الراية» محي أثره.. وبقي تاريخه!

على رغم إزالة مسجد الراية في مكة المكرمة، إلا أن موقعه مازال يحضن تاريخه الذي ارتبط برسول الإسلام محمد، صلى الله عليه وسلم، إذ يقع المسجد التاريخي الذي كان يعرف قبل الإزالة باسم مسجد الملك فهد، في نهاية سوق المدعى التاريخي الذي أزيل لمصلحة توسعة الحرم المكي، وسمي بهذا الاسم لأنه تم بناؤه في الموضع الذي غزَّ فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رايته يوم فتح مكة المكرمة، إذ دخل الرسول، صلى الله عليه وسلم، مكة من هناك بعد أن كان عسكر في منطقه بئر طوى، ووزع المهام، فجعل الصحابي خالد بن الوليد في الجبهة اليمنى، والزبير بن العوام في الجبهة اليسرى وأبا عبيدة على الراجلة، وسعد بن عبادة على كتيبة الأنصار.

ويقول المؤرخ الإسلامي سمير برقه في حديثه لـ«الحياة»: إن وجه تسمية المسجد بمسجد الراية، أن النبي، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، في السنة الثامنة للهجرة عندما فتح مكة ووصل إلى بئر جبير بن مطعم بن عدي، التي هي في الأصل لقصي بن كلاب، وإنما أحياها جبير بن مطعم، وقف صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هناك مع الجيش ووضع الراية وصلّى في الموقع نفسه.

ويشير إلى أن بعض أهل مكة من الفقهاء قالوا إن الناس كانوا لا يجاوِزون في السكن في قديم الدهر هذه البئر، والمسجد بناه عبدالله بن عبدالله بن العباس بن محمد، وبنى إلى جانبه حوضاً يُسقى فيه الماء.

ويضيف: أن المسجد رمم زمن المستعصم العباسي سنة 640هـ، وتم تعميره، ثم هدم وبُني مسجد آخر بالقرب منه، كما أن المسجد أزيل في 1431هـ.

 

المصدر : الحياة الأربعاء، ١ يوليو/ ٢٠١٥