الحويس لزهير كتبي: كلامك عن قصر ابن سليمان فيه نظر
أسرة البوقري باعوه على الوزير عبدالله وحمد السليمان
قرأت في صحيفة مكة عدد (470) في 6/7/1436 مقالا للكاتب زهير كتبي عن قصر ابن سليمان بحارة جرول ردا على ما نشر في بعض الصحف بأن ملكية القصر المذكور تعود إلى بعض الأشراف الذين باعوه على الوزير عبدالله السليمان، ثم ذكر أنه يريد من مقاله تصحيح بعض المعلومات المغلوطة في قصر ابن سليمان بناء على كلام الشيخ محمد أحمد بوقري، وذكر أن الملك عبدالعزيز طلب إهداء القصر إلى الوزير عبدالله السليمان الحمدان، وأن هذا تم فعلا لما بين آل البوقري وآل سعود من العلاقة الطيبة، ثم ذكر أن صديقه الأستاذ علوي بن حمزة بوقري أكَّد له هذه المعلومات وطلب منه صورا من صك الملكية، فوعد بذاك ثم ختم مقاله بقوله: وأعود لأطلب ممن لديه معلومات غير هذه أن يتواصل معي لتصحيح معلومات القصر.
وحيث إن هذا المقال قد نشر، ومن العرف الصحفي الرد والمناقشة والتعقيب على ما يذكر في الصحف بحسب الاختصاص، وحيث إني كنت مستشارا شرعيا غير متفرغ لإدارة أوقاف عين زبيدة لمدة أربع سنوات، وترافعت شخصيا عنها في قضية تداخل في هذا العقار المذكور بأرض وقف عين زبيدة الملاصقة له فأقول:
في هذا الكلام نظر ظاهر لأن مالكي العقار المذكور من أسرة البوقري باعوه على الوزير عبدالله السليمان وأخيه حمد بمبلغ قدره ثلاثة آلاف وأربعمئة وواحد وخمسون جنيها إنجليزيا ذهبا وتسعون قرشا أميريا ذهبا وثلاثون باره، وذلك بموجب الصك الصادر من كتاب مكة المكرمة برقم (401) في 4/6/ 1353هـ، وقد ذكر في الصك هذا أن ملكية البوقري آل إليهم بعضها بالشراء الشرعي بمقتضى حجة صادرة من كاتب العدل الخامس الموظف في نكلي خان بمحمود باشا باستانبول مؤرخة بتاريخ يوم الاثنين 20 كانون الثاني عام 1930م والمسجل برقم 936 لليومية وعدد 21 المسلسلة والمصدقة من مراجعها الشرعية حتى من الخارجية السعودية بعدد (158) في 13/10/1348هـ.
وإتماما للفائدة أضيف أن أقدم مالك لهذا العقار بحسب المصادر الدالة - فيما أعلم – هو محمد أفندي الداغستاني أحد الكتاب في عهد الشريف عون الرفيق بحسب ما ورد في كتاب مكة في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد عمر رفيع (ص: 271)، ثم ملكه أحمد فهمي أفندي وذلك بموجب الصك الصادر من المحكمة الشرعية بمكة المكرمة برقم (535) في 2/7/1330 هـ.
أما علاقة أحد الأشراف بالموقع فقصته أن الشريف بن علي ملك الحجاز سابقا صادر هذا العقار بسبب لصوقه ببستان عين زبيدة وجعله مدرسة زراعية ولم ينجح المشروع فألغيت المدرسة ووهبت للشريف شاكر بن زيد بن فواز أمير الطائف سابقا، وفي العهد السعودي استرجع ورثة أحمد أفندي العقار بعدما أثبتوا ملكيتهم قضاء، ثم باعوه على أحمد بوقري التاجر المكي المشهور آنذاك. المصدر السابق.
ومما يجدر ذكره أيضا أن ملكية أرض المبنى الملاصق للقصر هذا من الجهة الشمالية الواقع على شارع بئر طوى تعود إلى وقف عين زبيدة التي حُكّرت على آل السليمان، وهي الموقع الثاني المحكر بموجب صك التحكير الصادر من كاتب عدل مكة المكرمة برقم (994) في 5/12/1360 هـ.
صالح سليمان الحويس
أستاذ مساعد في الفقه بجامعة أم القرى
المصدر : صحيفة مكة المكرمة 1436/7/21هـ
0 تعليقات