زيارة قبلة الدنيا لـ د.هشام محمد علي عجيمي
قام موقع ومنتديات قبلة الدنيا مكة المكرمة ممثلاً في ( حسن مكاوي ، محمد علي يماني ، مروان جنبي ، حسن شعيب ) في مساء الثلاثاء 11/11 / 1431هـ بزيارة لأستاذ الحضارة والتاريخ بكلية الشريعة في جامعة أم القرى الدكتور هشام عجيمي وبدعوة كريمة منه للتواصل مع الموقع قبل حوالي العام ، وشاء الله تعالى أن تكون الإجابة بتلك الليلة التي عبقت بالروح المكية التي غطّت أرجاء المكان وحلّقت معها الكثير من الآلام والآمال في غدٍ مشرق يحفظ ما بقي من تراث مكي الآخذ في الزوال بقصد أو بدونه ؛ لتغيب شواهدُ ثمينة كانت وما زالت عقداً من الجواهر المتصلة بماضٍ عريق وإرث خالد قد غُيّب الآن .
وكانت نقطة الالتقاء مع الدكتور هشام من خلال موضوعات الموقع وتقاريره ، وما تقدّمه من خدمات جليلة للتراث المكي عبر التغطيات والمتابعات للأحداث المكية والتغيرات الجذرية في البيئة والعمران والإنسان المكي ، إضافة إلى انطلاق المكتبة المكية بالموقع وما تقدّمه من تعريف للقارئ المهتم بما كتب أو يُكتب عن مكة المكرمة من كتب ودراسات قديمة وحديثة ، والدور الذي يؤديه ذلك في التعريف بالكتّاب والمؤلفين المكيين .
فكانت المبادرة بالتواصل والاتصال من قِبَل الدكتور هشام الذي أظهر اهتماماً نادراً بدور الانترنت في الخدمة والمحافظة على التراث المكي ، وإيماناً بالإمكانات الإلكترونية لشبكة الانترنت في فاعلية التأثر والتأثير التي يجب أن نمتلك أدواتها ونسخّرها لخدمة قبلة الدنيا مكة المكرمة ، وقد ظهر لنا ذلك جلياً في المكتبة الإلكترونية التي يمتلها الدكتور هشام بجانب مكتبته الورقية العامرة ، إضافةً إلى حرصه على توثيق كل كتبه وأبحاثه تقنياً ، والتي تفضّل بإهدائها للموقع وأذن بإتاحتها للتحميل عبره .
وفي خضمّ حوارنا مع الدكتور هشام كشف لنا عن مشروعه التراثي المكي الذي استغرق منه 30 عاماً في مرحلة الجمع ، والآن هو في مرحلة الإعداد للطباعة ؛ ذلك العمل المكي يتمثّل في التأريخ والترجمة لأعلام أسرته المكية "آل عجيمي" والتي عاشت بمكة المكرمة منذ 4 قرون وما زالت حافلة بالأعلام المؤثرين ، والجميل في هذا العمل تلك المنهجية التي يتبعها أستاذ أكاديمي مؤرخ ومن أفراد الأسرة ، إضافةً إلى احتواء العمل على تراجم واسعة ونادرة شملت في الجانب النسائي أكثر من 20 عالمة مكية من الأسرة .
تأسرًك في شخصية الدكتور هشام تلك المكيّة التي تنبض في شرايينه ، وتجري في كل أحاديثه واهتماماته ؛ فكان هاجسه السرمدي خدمة تلك الأم التي احتضنته وعائلته منذ مئات السنين ؛ فكان تخصصه في علم التاريخ والحضارة ، وكانت أبحاثه ودراساته في الحضارة المكية منذ أول بحث في الماجستير مروراً بالدكتوراة إلى بقية أبحاثه التي لم تخرج بعيداً عن الرحاب المكية حتى وصوله لدرجة بروفيسور في التاريخ والحضارة .
ورغم تلك الدرجة العلمية الكبيرة التي حظي بها الدكتور هشام إلا أنه يأسرك بتواضعه الجمّ وخلقه السمح وأريحيته البسيطة في التعامل وحسن الخلق وكرم الضيافة ، مع ما تمتاز به شخصيته من تفاؤل وحب للحياة وتكيّف بريء مع محبّطاتها الكثيرة .
ولم يضنّ الدكتور هشام بإنتاجه العلمي على أحد ، ولم ينتظر أن يحني رأسه تحت عباءة أي جهة أو مركز لنشر أبحاثه وكتبه ، وإنما فتح أبوابه مشرعةً لكل طالب عالم وظامئ معرفة يهمّه خدمة التراث المكي ، وقد أذن لموقع قبلة الدنيا مكة المكرمة بنشر جميع كتبه وأبحاثه خلال الموقع ؛ إيماناً منه بأن المعرفة حقٌ للجميع ؛ خاصةً في ظل الغياب الكامل للحقوق الفكرية للمؤلفين في العالم العربي ، فلا مفرّ أن تكون "بيدي لا بيد عمرو" ويكون السابق فيها بالفضل .
شكراً للدكتور هشام عجيمي على تلك الزيارة الرائعة وتلك الحفاوة الراقية والضيافة الباذخة التي أكرم بها أعضاء الموقع ؛ جامعاً فيها غذاء العقول بفكره وحواره الشيق ، وغذاء الأرواح بأريحيته وبساطته وحسن خلقه ، وغذاء الأجساد بقِراه الحاتمي الأصيل .. على أمل تجدّد اللقاء معه ومزيد التواصل ، شاكرين له كل إهداءاته القيمة التي نعتزّ بها في قبلة الدنيا مكة المكرمة .
لقاء خاص بموقع ومنتديات قبلة الدنيا مكة المكرمة .. من إعداد وتصوير : حسن مكاوي ، وحسن شعيب .
0 تعليقات