حريق عام 1378هـ بقرب المسجد الحرام

 

وقع هذا الحريق بمكة بقرب المسجد الحرام ولم يلحقه شىء ولله الحمد وذلك

في ليلة الاثنين الرابع من شهر محرم سنة 1378هـ ...

فانه في هذه الليله بينما الناس في صلاة العشاء بالمسجد الحرام شبت النار بسبب اتريك كان معلقــــــابدكان في شارع قاعة الشفا عند باب الباسطية وباب العتيق فتعلقت النار مــن هذا الاتريك بستارة الدكان وخشبه وبالبضاعة التى فيها ومنه انتقلت الى البيت الذي فوقه ثم الى البيوت والدكاكين التى حوله وبسرعة فائقة التهمت النــــــار هذه البيوت والدكاكين عن اليمين والشمال ووصلت الى قرب باب العمره ولـــقد حضرت جميع المعدات الخاصة باطفاء الحرائق مع رجال الاطفاء وجنود الشرطـــة واهل النخوه من مكة في تلك الليلة الى شارع قاعة الشفا واخذوا يكافحون النيران من جميع الجهات حتى انهم ادخلوا سيارات الاطفاء والسيارات التى تحمل الماء وغيرها الى نفس المسجد الحرام ومنه مدوا خراطيم المياه الى المحلات التى يقع فيها الحريق لاطفائها وهذه هي اول مرة تدخل السيارات الى المسجد الحرام من جهة المسعى- باب على- المقابل لبئر زمزم ومن حسن المصادفات كان العمل قائما في توسعة المسجد الحرام فبطبيعة الحال كان الطريق غيرعسير لدخول هذه السيارات من هذا الباب

وانضم الى مطافىء مكة مطافىء جدة ومطافىء المطار وارسلت ادارة عين زبيدة وادارة القصور ووزارة الدفاع معداتها ورجالها وناقلات الماء لتنضم الى فرق المطافىء ..فبذلوا جهودا جبارة في مكافحة النيران القوية التى كانت تلتهم كل شىء في سرعة فائقة لا تتصور حتى خمدت وانطفات قبل فجر تلك الليله بساعة واحدة ولولا لطف الله تعالى ورحمته لاحترقت محلة سويقه وما يجاورها من محلة الشامية ...لكن لاتزال النار مشتعلة قليلا قليلا تحت المنازل المهدومه وتحت الدمار ولايزال الجنود ورجال المطافىء بمعداتهم يحاصرون الحريق نحو خمسة ايام الى يوم الجمعة


ولقد خرجت النساء والاطفال والرجال من المنازل التى تحترق وقصدوا بامتعتهم الى المسجد الحرام يلتجئون اليه وبعضهم فقد اهله وولده فاحترقوا بالنار او ماتوا تحت هدم الدور والمنازل ويقدر عدد الذين اصيبوا في هذا الحريق نحو اثنى عشر شخصا وعدد الذين ماتوا نحو عشرة انفس وعدد ما احترق من المنازل بامتعتها واثاثها 44منزلا وعدد ما  احترق من الدكاكين 47 دكانا بما فيها من البضائع وقد عم الحزن ارجاء مكة المكرمة .


ومما هو جدير بالذكر والشكر انه تكونت اثر هذا الحريق عدة لجان في مكة وجده والطائف وغيرها لمساعدة المنكوبين في هذه الكارثة بجمع التبرعات من اهل الخير والفضل وان من اعظم لطف الله تعالى بعباده في هذه الحادثة هو وقوف الهواء في هذه الليله وقوفا تاما فلو تحرك الهواء لاشتعلت النار اكثر فامتد الحريق الى جهات متعددة في البلده فالحمدلله الذي قدر هذا ولطف فيه

الموضوع من كتاب:التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم .لمحمد طاهر الكردي المكي