أحمد علي الكاظمي يوثق مكة بيومياته ( 14 )
الاثنين 26 /4 /1375هـ - محلات الخروج للنزهة
كانت المحلات التي يخرج إليها الناس في مكة في الأيام السابقة هي المعابدة وجرول والمسفلة وإذا كان الخارجون راكبين على الحمير فيتقدمون إلى الشهداء وإلى طريق جدة في إحدى القهاوي.
أما منذ أن احتلت السيارات مركز الحمير والدواب أخذ الناس يبعدون في الخروج فيخرجون إلى طريق جدة في المقاهي التي تقع في جانب الطريق وإلى عرفات ومنى وصار الخروج على الأقدام ممقوتا ولذلك لا ترى أحدا يخرج على أرجله إلى التمشية إلا قليلا.
السبت 1 /3 /1376هـ - مظلة المسعى
كان المسعى شارعا من أهم شوارع مكة وكان الناس يسعون على جانبي الطريق ويرون حوانيت ملأى بأنواع من المعروضات والمأكولات والمشروبات ودكاكين الحلاقين عند المروة.
وقد شيد الشريف حسين في أواخر حكمه مظلة من الأخشاب والتنك (الصفيح) واحتفل بها احتفالا عظيما ولكنه بعد مرور سنوات أخذت جوانبها تتهدم وجاءت الحكومة السعودية وفكرت في تجديد المظلة وتم ذلك في عام 1366هـ وكانت في الواقع مظلة جميلة روعي فيها القوة والمتانة والذوق العصري وراحة الحجاج فقد كانت مرتفعة جدا والجزء الأعلى منها أي ما هو معرض للشمس والمطر كان من المعدن القوي (توتوا) وتحته طبقة من المادة العازلة للحرارة أي أن الإنسان الذي تحتها لا تصله حرارة الشمس مباشرة ولا عن طريق سخونة أسقف المظلة.
وأخيرا وبعد أن بقيت ما يقرب من تسع سنوات جاءت توسعة الحرم وحفرياتها وبدئ هذا العام 1376هـ في حلها وفكها وأوشكت اليوم على الانتهاء ولم يبق منها غير جزء صغير من ناحية الصفا وسيتم فكه وحله عن قريب.
السبت 2 /7 /1376هـ - الدكتور أنور الهندي
دكتور تعاهدت معه وزارة الصحة وهو اختصاصي في جراحة العظام، قد اشتهر في مكة، أقبل عليه الناس وأحال داره إلى مستشفى فهو يعالج ويبقي المريض عنده ولديه أسرة كثيرة وآلة للكشف بالأشعة وكيماوي للتحليل، والمراجعون لا ينقطعون عن داره رجالا ونساء في الأوقات التي خصصها لجلوسه في الدار، ويأخذ في الذهاب إلى البيت مبلغ عشرين ريالا وفي بيته بعشرة ريالات ومن الفقراء خمسة ريالات. وعلى العموم فهو يعمل ليلا ونهارا.
السبت 11 /8 /1377هـ
وصل جلالة الملك من الرياض ليشترك في حفلة انتهاء الإصلاح في الكعبة ووصل إلى مكة بعد العصر ودخل الكعبة لإنهاء إصلاحها ثم خرج منها إلى المسعى للسعي ولما أذن المغرب كان جلالته في نهاية السعي ولذلك توقف الإمام انتظارا لوصوله وسمع الناس المؤذن يقول جلالة الملك يتقدم ليصلي وتقدم وصلى وقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة «إن إبراهيم كان أمة» وفي الركعة الثانية «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة».
الأحد 12 /8 /1377هـ
ظلت الكعبة من يوم 21 /6 /1377هـ إلى يوم 11 /8 /1377هـ أي شهرا و20 يوما تحت الإصلاح.
الجمعة 16 /8 /1377هـ
أذاعت الإذاعة اليوم خطبة الجمعة من المدينة وصلاة جلالة الملك، فقد صلى بالمسلمين.
الأحد 8 /5 /1379هـ - الجعفرية
قصر قديم في أعلى مكة وشمال مقبرة المعلا، أي تنتهي مقبرة المعلا من ناحية الشمال بحدود هذا القصر وهو منسوب كما فهمت من التاريخ إلى أبي جعفر المنصور أو إلى أمه ثم صار قصرا لأحد الأشراف وأظنه الشريف غالب، وفي أيام الأشراف وضعه العثمانيون مركزا للحجر الصحي للقوافل التي ترد إلى مكة من ناحية الشرق وجاءت قافلة من قوافل أهل نجد وأراد أهل المحجر إدخالهم إلى المحجر فثاروا وكسروا الآلات وأحرقوا البيت والأثاث الموجود في الدار ومن بعد هذه الحادثة ظل القصر قائما بأنقاضه سنوات طويلة وأخيرا في العهد السعودي استفيد بالأرض التي حول القصر (أي حوشه) بأن صار مركزا للسيارات التابعة للحكومة وظل كذلك في عهد الملك الراحل وجزء من عهد الملك سعود.
الأحد 24 /5 /1375هـ
ما زالت التوسعة قائمة في أجياد وبدئ في القصر القديم الذي كان أمام باب الصفا وباب أجياد وهو بيت تاريخي لأحد الأشراف ويعرف بقصر أبو نخلة وهو قصر منيف.
السبت 15 /3 /1376هـ - جمرة العقبة في منى
سيشاهد حجاج هذه السنة هذه الجمرة في شكل جديد.
لقد ألف الناس منذ آلاف السنين أن يشاهدوا هذه الجمرة لاصقة بتل حجري ممتد نحو الجنوب أي نحو المزدلفة إلى مسافة بعيدة وكان الشارع ضيقا عند العقبة وكان التل يزدحم بالدكاكين.
أما في هذه السنة فالعمال يشتغلون في إزالة التل إزالة تامة بالألغام وتكسير الصخرات ولا يأتي موسم الحج إلا ويكون منظر الجمرة قد تغير وأصبح خلفها ميدان وتوسع الشارع ولا يعرف ذلك إلا الذين شاهدوا الحالة من قبل.
الجمعة 24 /6 /1376هـ - عين زبيدة والعزيزية
لقد كانت مكة تسقى من قبل بعين زبيدة ثم أضيفت إليها عين الزعفران وأخيرا في السنة الأخيرة من حياة الملك عبدالعزيز آل سعود زيدت عين جديدة من حنين والآن هناك مشروع ومفاهمة مع الأشراف لجلب ثلاث عيون هي عين المضيق وعين سولة وعين العابدية، وقد اتفقت الحكومة مع هؤلاء الأشراف مقابل مبالغ جسيمة.
كما تفكر إدارة العيون في إيصال الماء إلى البيوت وبناء على هذه الفكرة طلبت من شركة الجفالي للكهرباء إيراد عدد كبير من العدادات الخاصة بتسجيل كميات الماء.
الأربعاء 12 /7 /1386هـ - توسعة مدخل الحجون
من الأشياء المستحدثة في هذه الأيام توسعة مدخل ممر الحجون الواقع بين جزءي مقبرة المعلا من ناحية الشارع العام، وأقيم حاجز أي جدار كبير من الجزء الذي أخذت منه الأرض وأضيفت إلى شارع الحجون.
السبت 16 /1 /1391هـ - الشيخ عمر عبدالجبار
كان، رحمه الله، جاء قبل أمس يوم الخميس لزيارة فضيلة الشيخ عبدالله خياط في مكتبه ولم أكن يومئذ في المكتب، وعلى عادته ذكر للشيخ عبدالله بعض أخبار جديدة.
واليوم سمعنا من الصباح أنه توفي وأن جنازته ستشيع بعد العصر إلى مثواه الأخير.
لقد عرفت المرحوم منذ زمن طويل أي منذ قدم من الخارج.
فقد كان المرحوم في عهد الشريف حسين في سلك الجندية وترقى إلى درجة ضابط، وبعد زوال الحكومة الهاشمية غادر ضمن من غادروا إلى الهند أو بلاد الجاوا أو السودان، فهو غادر إلى بلاد الجاوا وهناك تزوج وأنجب وفتح عدة مدارس للغة العربية.
كما نشط في تأليف ووضع بعض الكتب الدراسية فراجت تلك الكتب هناك في الجاوا.
ثم جاء وبقي في سلك المدارس والكلية وتعين مديرا لمدرسة تحضير البعثات في عهد السيد المرحوم طاهر الدباغ، ثم تعين مديرا لشرطة حماية الأخلاق، وأخيرا قام بخطوة جبارة في مكة وهو فتح مدرسة للبنات من روضة الأطفال إلى الابتدائي ونمت هذه المدرسة فصارت فيها المرحلة المتوسطة ثم الثانوية.
وكان رحمه الله مرحا ولطيفا يتقن اللغة الملايوية.
السبت 7 /2 /1391هـ - كتاب نشر النور الزهر لأبي الخير
للشيخ المرحوم أبي الخير المكي كتاب تراجم لأفاضل أهل مكة المكرمة وما زال مخطوطا.
كان المرحوم الشيخ عبدالوهاب الدهلوي مغرما بالكتب وخاصة كتب التاريخ وأسماء الرجال وكان بيته بالصفا، ومؤلف الكتاب الشيخ أبو الخير كان يسكن بالصفا، وفي يوم من الأيام رأى الشيخ عبدالوهاب، رحمه الله، خادما للشيخ أبي الخير وفي يده كمية كبيرة من أوراق مبعثرة فناداه ونظر في الأوراق فوجدها تراجم لأهل البلد الحرام وعرف أنه كتاب خطي وقد اختلطت أوراقه وكان الخادم يريد بيعها على صاحب دكان ليتخذ من هذه الأوراق قراطيس للسكر والشاهي، فما كان من الشيخ عبدالوهاب، رحمه الله، إلا أن أخذ الأوراق منه وأرضاه بالثمن الذي دفع له مقابل هذه الأوراق، وأخذ الأوراق وجلس يرتبها وينظمها حتى تمكن من جمعها، وبذلك صارت الأوراق كتابا محترما في تراجم علماء البلد الحرام لعدة قرون.
وأراد أن يجعلها هدية لإحدى مكتبات مكة وبقيت هذه النسخة محفوظة في مكتبة الحرم المكي.
وقبل ما يقرب من عشرين سنة فكر نفر من محبي العلم الراغبين في إحياء التراث القديم وذلك بنشر بعض المخطوطات عن تاريخ مكة ورجالها فشكلت لجنة لهذا الغرض كان من أعضائها فضيلة الشيخ محمد نصيف من أعيان جدة والشيخ محمد بن مانع، رحمه الله، بصفته مديرا للمعارف والشيخ سليمان الصنيع والأستاذ محمد سعيد العامودي ووجدت من الشيخ محمد سرور الصبان تشجيعا وطبع كتاب القصد الثمين للفاسي وشفاء الغرام للفاسي أيضا وكتاب آخر عن تاريخ مكة.
ثم توقفت اللجنة عن نشاطها وبقي كل شيء في مكانه، وأخيرا فكر الشيخ سليمان الصنيع، رحمه الله، والشيخ محمد سعيد العامودي، حفظه الله، في طبع كتاب المرحوم أبي الخير وطلب من أمين مكتبة الحرم المكي المرحوم يحيى المعلمي أن يكلف أحدا من طلبة العلم بالنسخ لهم هذا الكتاب، فقام المرحوم الشيخ يحيى بالمهمة ونسخ لهم نسخة جديدة من الكتاب.
ثم توفي الشيخ يحيى المعلمي ثم توفي الشيخ سليمان الصنيع ونشط الشيخ محمد سعيد العامودي وحده لطبع الكتاب فأخذ النسخة الثانية وسمعت أنه عزم على نشر خلاصة هذا الكتاب.
وكان ذلك في العام الماضي عندما اجتمعنا في المدينة المنورة بعد عيد الفطر فأبديت له أنني على أتم الاستعداد لمساعدته في المراجعة، فوافق الشيخ سعيد واتفقت معه على ذلك.
الثلاثاء 11 /7 /1386هـ
في هذه الأيام تمد أنابيب واسعة من ناحية «حوض البقر» أو العزيزية إلى منطقة الششة وطريق منى وتحفر الأرض وتدفن الأنابيب بعد ربطها مع بعض وهي أنابيب لإيصال مياه جديدة إلى مكة لتوفير المياه فيها لاسيما أيام الحج وتوفيرها في مشاعر الحج في منى وعرفات ومزدلفة.
بدأ العمل في سقف المسعى من ناحية الصفا وتغطيته بألواح من الجبس المنقشة مثل سقف الحرم.
والعمل في مشروع توسعة الحرم ما زال مستمرا من الناحية الشمالية لباب الرفادة وباب السلام وباب العمرة.
المصدر : صحيفة مكة 1436/1/29هـ .
0 تعليقات