الركن اليماني
هو ياقوتة من ياقوت الجنة بيضاء يشكل القواعد الأولي التي أرساها إبراهيم عليه السلام وثُبت في ركن الجدار الجنوبي الغربي للكعبة في قائم البناء كأنه كدان أو صوان شديد الصلابة ولونه مكرر البياض, وهو يسبق الحجر الأسود في الطواف وأطلق عليه الركن اليماني لاتجاهه إلي اليمن, وكان النبي صلي الله عليه وسلم يستلمه ويمسحه بيده .

الحجر الأسود
هو ياقوتة من ياقوت الجنة, يتلألأ من شدة بياضه نزل به جبريل عليه السلام من الجنة وقيل جاء به من جبل أبي قبيس الذي كان له مستودعًا عازلاً من الطوفان.

وقد ثبته إبراهيم عليه السلام في الركن الجنوبي للكعبة المتجه إلي الشرق عند الباب, فأنار شرقا وغربا وشمالا وجنوبا , فحرم الله الحرم من حيث انتهي نور الحجر الأسود وإشراقه من كل جانب أي حد الحرم لأنصاب الحرم وسبب شدة سواده أنها ترجع لما أصابه من الحريق مرة بعد مرة , وقيل سودته خطايا بني آدم, وقيل أسود من مس الحيض في الجاهلية.

والحجر الأسود هو علم الناس ليبتدئوا طوافهم منه – دورة الطواف مائة خطوه بخطوات الرجال المتوسطة الطول-.

ميزاته:
- أنه يطفو على رأس الماء
- أنه لا يحترق بالنار
- أن له يوم القيامة عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق
- غُيب الحجر الأسود عن مكانه من القرامطة من سنة 317 هـ / 929 م ولغاية سنة 339 هـ / 950 م
- عُمل له طوق من فضة يشد به
- الزحام عليه لتقبيله دائم ما دامت الأوقات من ليل أو نهار لا يفتر إلى يوم القيامة
- قوله عمر رضي الله عنه والله لأعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك فقبلتك
- وضع في العهد السعودي رجل بجواره لتنظيم تقبيل الرجال والنساء له
- وكان هنالك بلاطة على طول المطاف مميزة ليراها الطائف ومن ثم يرفع يده للتكبير لنهاية أو بداية الطواف ثم استعيض عنها بضوء أخضر

الترميم والإصلاح:
كان أول من شده بالفضة عبدالله بن الزبير رضي الله ثم تكرر إصلاحه حيث جدد الطوق ( الإطار ) الفضي مع جرم ظاهر وفي العهد العثماني أرسل السلطان عبدالمجيد خان طوقا من ذهب وأيضا بعث السلطان عبدالعزيز خان طوقا من فضة ثم غيره السلطان محمد رشاد خان بن عبدالمجيد خان.

وفي العهد السعودي أمر الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله ¬– تغيير الإطار الفضي المحيط بالحجر الأسود والمثبت عليه الطوق ( الإطار ) الفضي من مادة غير قابلة للصدأ , ويبلغ ارتفاع الحجر الأسود عن رخام بلاط أرض المطاف نحو من 10/1 م .

وقد شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في حمل الحجر الأسود في بناء قريش للكعبة فقد وضع الحجر في دار الندوة ولما تم البناء اختلفوا فيمن يحمل الحجر الأسود وكادت أن تسيل الدماء , فحمل الحجر الأسود عليه أفضل الصلاة والسلام ووضعه على قماش ثم أمر رئيس كل قبيلة  بحمله من جهة , فلما وصلوا إلى الكعبة وضعه بيده في مكانه.

ولما قلع القرامطة الحجر الأسود من مكانه وحملوه إلى بلادهم هلك في حمله حوالي عشرة جمال, وحين عاد لمكة حمله جمل واحد فقط فسبحان الله.
والزحام لتقبيله شديد سواء في الليل أو في النهار لا يفتر فعلى من يريد تقبيله أن ينتظم في دورة أو يمر ويكبر من عنده, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله.

ميزاب ( مرزاب ) الكعبة
يطلق عليه مثعب الكعبة بمعني مجري مائها, كما يطلق عليه أيضا ميزاب الرحمة _ لأن هذا البيت تنزل عليه في كل ليلة ( 120 ) رحمة ستون منها للطائفيين وأربعون للمصلين وعشرون للشاهدين للبيت _ .

وقد تم تصميمه على شكل مستطيل بدون غطاء مثبت في الجهة الشمالية , مصبه على حجر إسماعيل عليه السلام , وتم إحداثه في السقف المستحدث من قبل قريش حينما بنت الكعبة لتصريف ماء المطر وللدلالة على قبر إسماعيل عليه السلام ثم عمله الحجاج بن يوسف الثقفي من النحاس في عهد عبدالملك بن مروان الأموي.

تحلية الميزاب والإصلاح :
كان أول من حلى الميزاب بالذهب هو الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك وجرت له تحليات في أعوام 539هـ/1144م , 541هـ/1146م, 781هـ/1379م , 959هـ/1551م, 1020هـ / 1611م , و1276هـ / 1859م في عهد  السلطان العثماني عبدالمجيد خان , وفي العهد السعودي وفي سنة 1377هـ/1957م تم استبدال خشب هذا الميزاب بآخر جديد.

وفي سنة 1403هـ /1982م تم إصلاح الميزاب وكذلك في سنة 1417هــ / 1996 م .

الشرب من الماء النازل من الميزاب وكذا الاغتسال منه عند نزول المطر فيه بركتين قال تعالي (( ونزلنا من السماء ماءً مباركا )) سورة ق آية (9) وقال تعالي (( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين )) سورة آل عمران آية (96) وقوله تعالي ((... لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض...)) سورة الأعراف آية رقم (96) .  

موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا  | بقلم أ.د .فوزي ساعاتي | نشر بموقع قبلة الدنيا بتاريخ 1436/1/21هـ .