أحمد علي الكاظمي يوثق مكة بيومياته ( 11 )

 

الاثنين 16/9/1371هـ
"وفاة الشيخ الشيبي عبدالله..."   فاتني أن أذكر أنه في فجر السبت 14 رمضان توفي الشيخ عبدالله الشيبي فجأة، وأذيع خبر وفاته بالراديو في إذاعة الظهر.. وكان المقرر أن تشيع الجنازة بعد العصر ويصلى عليه في مسجد ابن عباس، ولكن الأمير عبدالله استمهلهم إلى بعد العشاء بمناسبة قدوم والده سمو الأمير فيصل، فأجابوا طلبه وأخروا الدفن والصلاة عليه إلى بعد العشاء، حيث أتوا بجنازته وقد اجتمع الموظفون وغيرهم في المسجد وصلى عليه إمام المسجد بعد العشاء، وقد رأينا النعش موضوعا في المسجد، فتذكرنا الشيخ عبدالله الشيبي وقد رأيناه قبل أسبوع عند الأمير مساعد بن عبدالرحمن يذكر عن رحلته إلى الرياض.


لقد كان المرحوم من خيرة آل الشيبي إذ لم يسمع عنه إلا كل طيب.
رحمه الله وغفر له، وألهم أهله الصبر.


 الثلاثاء 17/9/1371هـ
"مكبرات الصوت في مسجد ابن عباس"  للمرة الأولى تستعمل أربعة مكبرات للصوت في مئذنة مسجد ابن عباس، وذلك بعد طلبات كثيرة من الناس موجهة لمدير أوقاف الطائف، وأخيرا كتب أحدهم في الجريدة يطلب من مدير أوقاف الطائف تركيب المكبرات فأجاب المدير بأن الطلب سيجاب، واليوم بدئ بتركيبها وبعد الظهر جربت من قبل المهندس، وقد أذن للمغرب بواسطتها، وسمع الأذان في الطائف كلها تقريبا، وارتاح الناس من فوضى المؤذنين، فقد كان كل منهم يؤذن بحسب ساعته ورأيه، أما الآن فلا يستطيعون التقديم أو التأخير.


 الجمعة 20/9/1371هـ
"مكبرات الصوت للإمام.."
وضعت مكبرات لصوت الإمام في صلاة التراويح، وخطبة وصلاة الجمعة، وهذه خطوة ثانية في هذا الباب.


 الجمعة 12/10/1371هـ
"رفع الشكاوى.."  قبل أيام أذيع بلاغ من قبل جلالة الملك المعظم، بأنه بلغ مسامع جلالته أن بعض المأمورين ولا سيما في البرق والبريد، يحولون دون بعض المظلومين في رفع مظالمهم إلى جلالته بناء على أمر أمرائهم بذلك، وقد توعد جلالته بالقرار الصارم لكل من يعمل هذا العمل ويحول دون أي إنسان يريد رفع شكايته عن طريقهم، وقد أذيع هذا البلاغ بالراديو والجرائد وقرئ في القرى والمساجد.

إلغاء رسوم الحج..  لقد أصدر جلالة الملك في رمضان أمره الكريم بإلغاء رسوم الحج التي كانت تؤخذ باسم المصالح الحكومية، ولم يبق منها إلا ما كان خاصا بالمطوف والزمزمي وبقية الأجور.

الصدقات.. أرسل جلالته كعادته الصدقات التي تقدر بمئات الألوف إلى نجد والحجاز ومكة والمدينة والطائف.. وصار الناس يدعون له بكل خير.
 

الاثنين 15/6/1372هـ
"رسالة.."  جاءتني رسالة من مكة يقول فيها صاحبها إنه تمشى ناحية وادي العشر فوجد العمال يشتغلون في إقامة سد وخزان كبيرين من جبل إلى جبل، وهو مرتفع وما زالوا يرفعونه، وقد قال إنهم سيرفعونه كما يكون بيت بثلاث طبقات.


وقال آخر إن مشايات الحرم التي كانت بالحجارة السوداء قد غيرت وصارت الآن بالمرمر الملون، ولها شكل بديع، وقال كذلك إن توسيعا في بيوت منى بدئ العمل به، وكذلك ريع الحجون يوسع ويخفض عن مستواه القديم.


 الأحد 18/9/1372هـ
"في مكة..."   شاهدت بعض التغيرات المهمة – أكبرها – تغير الحجارة في المطاف وفرش حجارة من المرمر المنظم المنسق محل الرخام القديم الذي لم يراع فيه أي ترتيب أو نظام، أما الآن فتثبت الحجارة المستطيلة بنظام وهندسة وتزينها خطوط من المرمر الأسود، أو على شكل نجمة عند الأركان، أي أركان الكعبة، وبذلك ارتفعت أرض المطاف وصار الحجر الأسود منخفضا عما كان عليه قبل فرش المرمر الجديد، علما أن المماشي غيروها وجعلوها من المرمر الأبيض والملون، ولم تكمل كل المماشي، هذا هو التغيير التاريخي الذي يجري العمل على إنجازه.


 الاثنين 21/12/1372هـ
"مظلة للضائعين من الحجاج:"  لقد حدثنا الأخ حسين نظيف وهو من أهل مكة يتعاطى مهنة الأدب والكتابة مع تعاطيه صنعة السمكرة وقد عين مرشدا في إدارة الحج، وهو صريح الأقوال والآراء، قال: لقد كانت المظلة التي بنتها الحكومة بجوار إدارة الحج، وكنا نحن نشرف على العمل فيها، وهذه المظلة جعلت لإيواء الضائعين من الحجاج، وأعد فيها الماء والثلج والطعام بكثرة، وقد امتلأت رغم وسعها، وهي تسع ألوف الحجاج، وكان الطعام والشراب المثلج يقدم لهؤلاء في عرفات ومنى كل أيام منى. كان هذا أحسن عمل خيري قامت به الحكومة هذه السنة، وكان يهتم بأمور هؤلاء الحجاج نحو 12 مرشدا.


 الخميس 28/2/1373هـ
"حفلة زواج:"  كانت الحفلة في محلة العتيبية التي كانت تتكون من عشش وأكواخ صغيرة، والآن وجدتها قد تغيرت بعمارات جديدة حديثة الطراز، ومحلات مختلفة جميلة، وطريق معبدة إلى الحجون وبين الطريق المعبدة وغير المعبدة حاجز جميل من الاسمنت المسلح.
 
الجمعة 29/2/1373هـ  

كان الحرم عندما صعد الشيخ عبدالله الخليفي الإمام والخطيب المساعد للإمام الرسمي الشيخ عبدالعزيز بن حسن آل الشيخ، غاصا بالمصلين من الجهات الأربع، وقد بدأ خطبته التي كنا نسمعها بالمكبرات، وكان موضوعها تحذير الناس من لبس الحرير والذهب.
 
السبت 30/2/1373هـ
"جولة في السوق !"    خرجت إلى السوق بعد عودتي من الطائف ووقع نظري على لافتة بالقرب من محلتنا أي في أول حارة الباب كتب عليها “كلية المعلمين” وهي الكلية الثانية في مكة، فالأولى كانت كلية الشريعة وهذه كلية المعلمين، وهي وإن كانت مدرسة ثانوية ولكن الطلبة الذين انضموا إليها قد انتهوا من الثانوية، بعدها تقدمت وكانت السيارات شبه متقاطرة في طريقها إلى جرول، ثم مررت بجمعية الإسعاف الخيرية للسلام على مديرها المساعد الشيخ عبدالله حجازي، ووجدت عند دكتورها وهو في الطبقة الأولى من البناية، ازدحاما من الرجال والنساء والأطفال، فقلت في نفسي: الحمد الله الذي عافاني، ثم نزلت من عنده ومشيت نحو القشاشية والسوق مزدحمة بالسيارات والمارة، وكأننا في موسم الحج، وكانت تشغل في بعض المحلات من الشارع العام محركات لسحب ماء المجرى (بيرياخور) في براميل، لحدوث رواسب في منافذها، وتوقف الماء في المجرى، ثم دخلت الحرم ووجدت الأروقة مفروشة بسجاد جميل تبرع به الشربتلي في العام الماضي للحرم، وهذه حسنة طيبة.


المصدر: صحيفة مكة 1436/1/8هـ